| ]




الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

 أيها الأخوة: بعد أمراض المسلمين أن كل أفعالهم ردود فعل وليست فعل هم أناس تحركهم الأحداث ولا يحركوا الأحداث، فنحن قد يقع عدوان نفكر بالجهاد، تقع مشكلة نفكر بحل، يأتينا استفزاز ندرس ماذا نفعل ؟ الأصل أن الاستعداد ينبغي أن يكون مستمراً لأن معركة الحق مع الباطل معركة أزلية أبدية وشاءت حكمة الله أن يصطرع الحق و الباطل، وكان من الممكن ألا يصطرعا، وأن يحجز الله أهل الإيمان عن أهل الكفر، ولكن لحكمة بالغة بالغة أرادها الله عز وجل ابتلي أهل الحق بأهل الباطل، وابتلي أهل الباطل بأهل الحق، والصراع من سنن الله في خلقه، وهذه الدنيا ليست دار استواء إنما هي دار التواء، ليست منزل فرح إنما هي منزل ترح، الجنة هي التي وعدنا بها، فكل إنسان يستبق الأمور ويريد أن تكون الدنيا جنته هذا الأمر لا يسلم له، لذلك من المنغصات الشديدة على الضعاف والأقوياء، الأوقياء منغصاتهم القلق، أقوياء لكنهم قلقون، والضعاف منغصهم عدم الاستقرار، فحينما تقبل سنة الله في خلقه، وأن هذه الحياة دار التواء أنت تريدها دار استواء، أنت تريدها دار جزاء، أما هي دار بلاء، لا يستقيم حال على حال، لا يدوم شيء على حال واحد كل شيء يزول، فأنت حينما تفهم فلسفة الحياة الدنيا على أنها دار ابتلاء توطن نفسك على الصبر والعمل، والنقطة الدقيقة أن أهل الكفر والضلال والفسق والفجور يألمون كما تألمون، لكن أهل الإيمان يرجون من الله مالا يرجون ! فرق كبير بين إنسان يقاتل من أجل الدنيا من أجل ثروة والسيطرة والعنجهية، وبين مؤمن مجاهد يقاتل في سبيل إعلاء كلمة الله.


 أيها الأخوة: الذي أراه أن هذه الأحداث الخطيرة ينبغي أن تدفعنا لحياة أخرى وفهم آخر وأسلوب آخر ولتصرف آخر وحركة أخرى، أما لعل الله سبحانه وتعالى بهذا العدوان الأليم حرك المسلمين، ولعل هذا الدرس البليغ وصل لأعمق أعماق المسلمين فضلاً عن حديثي في الأحد الماضي عن إيجابيات هذا العدوان وكيف أن قيم الغرب سقطت في الوحل، وكيف أن هذه الأحداث وحدتنا وقربت ما بيننا وكشفت حقائق كل الناس وأن هذه الأحداث أكدت لنا أنه لا سلام مع العدو أما أن نقول لسنا بحاجة لأن نقاتله سوف نسوي معه أمورنا سلمياً هذا أبعد من السماء عن الأرض، هو لا يقبل إلا بالحرب والسيطرة وبالتفوق وبإذلال الطرف الآخر، والذي شهدتموه ورأيتموه وسمعتم به في هذه الأيام يكاد العقل لا يحتمله من مستوى الإذلال الذي أعد لكل شيء عدة تفوق حد الخيال ‍! لما لا يعد لضمان أمن الناس ؟ ولضمان أموالهم ؟ هذا مخطط له يظهر المسلمون في العالم على أنهم متخلفون ولا يستطيعون أن يحكمون أنفسهم ولابد لهم من وصايا، وكأن منطق الأربعينيات والانتداب عاد مجدداً، هذا التراخي في ضبط الأمن مهمته أن يرى العالم كله من هم المسلمين ؟ هم أناس متخلفون يسرقون ويعيشون على جراحات غيرهم !



 
أيها الأخوة: أنا سأقول كلمة إعداد إن لم نعد لهم كما أمرنا الله عز وجل فلا سبيل للنصر، وأنا مؤمن أنه ما من مسلم في العالم الإسلامي إلا وكاد يتمزق ألماً لما أصاب المسلمين وما من مؤمن في العالم الإسلامي غلا وكانت أكثر أمنياته أن يستمع لخبر يملأ قلبه فرحاً ولكن هذا لم يحصل فلابد من درس بليغ نتعلمه من هذه الأحداث، الدرس الأول أننا مهما دعونا ومهما رفعنا أصواتنا بالدعاء ومهما التجأنا إلى الله، التجأنا دون أن نقدم ثمن هذا الالتجاء التجأنا بألسنتنا يا رب ليس لنا إلا أنت، الله عز وجل لا يحابي أحداً ولا يعبأ بكل أقوالنا ولا بمظاهرنا ولا بأشكالنا ولكن يعاملنا على أعمالنا، فما لم يطرأ تطور جذري على أعمالنا ما لم يكون هناك منعطف تاريخي في علاقاتنا وسلوكنا ومحبتنا لبعضنا وفي فعل الخيرات وإلغاء الخصومات والتقرب من الحق الذي هو رائدنا فالطريق ليس سالكاً إلا الله عز وجل.
 
سأقول البند الأول الإعداد المستمر، أنا لا أريد إعداد نوبي بالتعبير العامي كريزة أريد إعداد مستمر كيف أنهم لمائتي عام سأبقى أعدوا إعداداً دقيقاً وخططوا تخطيطاً محكماً وملكوا ناصية القوة، وبقوتهم فرضوا إرادتهم على كل الشعوب هذا درس لنا، وأنا أنتظر أن العالم كله سوف يستفيد من هذا الدرس ! وأن هذه الحرب التي رأيتموها هي إهانة لكل شعوب الأرض، لا للمسلمين وحدهم أي دولة تلفق لها تهم وما أكثرها ثم تعد هذه التهم للعدوان عليها وإذلالها ونهب ثرواتها وخيراتها، ثم إننا نرى أن الغرب يكذب كذباً صفيقاً يوجد كذب محكم وكذب صفيق.

 
أيها الأخوة: لا ينجينا إلا إيمان يحملنا على طاعته ولا ينجينا إلا تنفيذ أمر الله أن نعد لهم ما نستطيع، أما لا يوجد إيمان يحمل الناس على طاعة الله ولا إعداد كما أمر الله عز وجل ونحن ننتظر أن تأتي معجزة من السماء فتنصرنا هذا شيء مستحيل ! المعجزات للأنبياء، والتدخل الإلهي لصالح المؤمنين الصادقين، وحينما يقول الله عز وجل:
﴿كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ﴾
(سورة البقرة)
هذا للمؤمنين الصابرين المطيعين المخلصين المحبين، وإذا ارتكب بعد أصحاب النبي أخطاء في أحد سلوكية فلم ينتصروا وفيهم رسول الله فإذا أحصينا الأخطاء التي نحن فيها لا تعد ولا تحصى، وليس عندنا هذا الإيمان الذي يحملنا على الصبر، فالبند الأول لا نريد ردود فعل ولا إسلام مناسبات ولا نوبي إسلام مناسبة وبعده ينتهي كل شيء، الشعوب كما ترون ضعيفة الذاكرة تغضب سريعاً وتنسى سريعاً، وما أكثر المواعظ وما أقل المتعظين وما أكثر العبر وما أقل المعتبرين، نحن المواقف النوبية الطارئة الآنية التي تأتي لوقت محدد وتزول هذه لا قيمة لها.
 
مثل بسيط أضربه: أيقن المسؤولون عن نظام السير في هذا البلد أنه لابد من حزام الأمان نشأت فورة والناس وضعوا الحزام وبعد مدة انتهى الأمر، جاءت كريزة وذهبت ! لاحظوا أكثر حياتنا هكذا تأتي موجة ننضبط لحين ثم ننسى وكأن شيئاً لم يكن، أنا لا أريد أن يكون العدوان مع العراق كريزة موجة تفاعلنا فيها وتألمنا وبكينا وتابعنا الأخبار أحبطنا ثم عدنا لما كنا عليه من تقصير وتفلت وإهمال للطاعات ! لا !! هذه مشكلة المسلمين إسلام مناسبات.
 
لا حظ المسلمين أحياناً لا يوجد دين الخامس عشر من شعبان يجب أن نصوم ! جيد الصوم لكن اعتبر صوم الخامس عشر من شعبان يلغي كل استقامته وطلبه لعلم، حتى صار ديننا دين مناسبات نذكره في المناسبات أما حياتنا اليومية ليس فيها التمسك والالتزام الذي أراده الله عز وجل، أول نقطة في هذا اللقاء الطيب لا ينبغي أن يكون ديننا دين مناسبات ولا أفعالنا ردود فعل ولا تديننا مناسبات طارئة هذا موقف اسمه تكتيكي وموقف استراتيجي بالمصطلح الحديث، الإنسان إيمانه بالله موقف ثابت ومصيري ومنته، أما كلما نشأ حدث نسأل ونتأثر ونتفاعل وندعو وينتهي الحدث ونمل من الأخبار ونعود لما كنا علليه هذا الذي أتمناه أن لا يكون بعد عدوان العراق، لأن هذا العدوان بداية وليس نهاية وكأن الخطط الجهنمية التي وضعها الطرف الآخر لا تنهي باحتلال العراق، طموحهم أن كل دول المنطقة لابد من أني كون بها كما في العراق سيطرة واستلاب للثروات النفطية والخيرات والفلزات وقهر للشعوب وإلغاء هذا الدين، ماذا يملك من سمح الله أن يدعو إليه ؟ إلا أن يبين، هذه أمانة التبيين، التبيان لابد من التوضيح أن هذا الإسلام النوبي إسلام المناسبات إسلام ردود الفعل إسلام الفوران العاطفي ثم إنطفاء العاطفة، هذا الإسلام لا يجدي إطلاقاً، الطرف الآخر تخطيط ماكر، خطط محكمة بنفس طويل وإعداد متقن وبدراسة عميقة وبأعصاب باردة يخططون وينفذون ويسخرون منا، نحن موقفنا ينبغي أن يكون الموقف المخطط الواعي، كما أقول دائماً أعدائنا أذكياء وأقوياء وأغنياء، فأن نفور ونموت بشكل رخيص دون أن نحقق لهذه الأمة شيئاً !!!!
 
مثل: لا نريد أن نبتعد - معلم في الصف يريد أن يعلم طلابه علماً متينا عميقاً ويقوم بواجبه ولا يربط دخله بعمله ؟ أي إنسان يقول: والله أنا أعمل على قدر المعاش ! هذا مقبول إسلامياً ؟ لا، إن لم يكن المعاش يكفيك دع العمل كله ! وابحث عن آخر، أما تبقى فيه ولا تؤدي الرسالة ولا تعتذر لقلة الراتب هذا غير إسلامي أساسه، هذا أول شيء نريد استعدادا مستمراً ولا نريد فورة طارئة، نريد إسلام رسالة لا إسلام مناسبات، هذا أول درس يمكن أن نستخلصه من هذه الأحداث الأليمة.


 
إخواننا الكرام: الدرس الثاني أقول: مهما أردت أن تقول قل أنا مسلم أنا من أهل القبلة، أنا أشهد أنه لا إله إلا الله، أنا من أتباع سيد المرسلين، نحن أمة مختارة وأمة كرمها الله بهذا الدين، ونحن خير أمة أخرجت للناس، هذا كلام بكلام بكلام الله عز وجل لا ينظر لصورنا ولا يلقي بالاً لأقوالنا هو ليس عند أقوالنا ولكن عند همتنا فأن تكون وحدك لا تعمل شيء، لكن إذا أنت وأنا وفلان وعلان وزيد وعبيد....كل واحد منا عاد لنفسه وأصلح ما هو عليه لعل الله يرحمه هذا البند الأول.

 
أيها الأخوة: البند الثاني أحياناً إبليس له تلبيس حتى في كتاب اسمه تلبيس إبليس، إبليس اللعين له أسلوب عجيب، أحياناً يقنع المسلمين الشيء الذي هم قادرون عليه وبإمكاناهم أن يفعلوه من دون مسائلة ولا محاسبة ولا حرج ولا قلق ولا خوف وهو في مكنتهم وبين أيديهم يزهدهم فيه، يزهدك بإتقان صلاتك، يزهدك بتربية أولادك أي جهة في الأرض تحاسبك لو ربيت الأولاد على الصدق ؟ أو لو أمرت أهلك بالصلاة ؟ أو لو كنت صادقاً ؟ لو كنت أميناً ؟ لو كنت متقناً لعملك ؟ أية جهة في الأرض تقلقك لو كنت أباً ناجحاً أو زوجاً مخلصاً أو أخاً ودوداً عندك آلاف الأعمال بإمكانك أن تعلمها وتتقرب لله وتشعر أنك قريب من الله ولا أحد يسائلك، هذا الذي بين يديك وأنت قادر عليه يزهدك فيه إبليس ألا يمكن لواحد منا أن يغض بصره ويضبط لسانه ويكون مثل أعلى لأولاده أن يربي أولاده أن يجلس معهم ويكون صادقاً وأميناً ووفياً وعفيفاً هذا الشيء المتاح والذي بيدك وأنت قادر عليه إبليس اللعين يزهدك فيه، الآن ليس وقتها ‍! والشيء الذي لا تستطيعه لا أنت ولا أكبر منك ولا أمة بأكملها ولا زعماء العالم بأكملهم يطمعك به عجيب ! يزهدك فيها تستطيع ويطالبك بما لا تستطيع، أنت اعكسها.
﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾
(سورة الرعد)
أقم أمر الله فيما تملك يكفك مالا تملك، والقصة واضحة جداً، لا تستطيع أنت أن تطف عدوان الكافر ولا أن تقنعه بكف يده ! أنا أظن أنني أسمع هذه الكلمة حوالي مليون مرة والله لا أبالغ ! أن هذا العدوان مخالف للشرعية الدولية ! صحيح هل عبئوا بهذا الكلام ؟ يمكن سمعان استنكار قبل العدوان ومع العدوان وبعد العدوان وشجب وتنديد ومسائلة واستدعاء السفير وتبليغه رسالة وحرق العلم الأميركي وبعدها ؟؟؟؟ احرق مليون علم وقم بمليون شجب واستنكار دخول هذا العدوان مخالف للشرعية الدولية، والعدوان صفر ! 

 سأقول كلمة لكنها طرفة من خمسين سنة: يروى أن بريطاني كان في بلاد المسلمين واضطر لأن يستأجر دابة وصاحب الدابة عربي، وهذا العربي توهم أن هذا البريطاني لا يفهم العربية، بدأ يكيل له السباب بلا حساب لم يخلي عليه والبريطاني صامت راكباً الدابة، جاء رجل يعرف الاثنين يعرف أن هذا البريطاني يعرف العربية واستمع لصاحب الدابة يسب هذا البريطاني أخبره أنه يسبه قال: أسمعه لكن الدابة تسير !! هذه القصة كلها سب واشتم حتى تمل السباب لا يجدي، كفى كلام نريد عمل، طالب مجتهد يكون الأولي، طبيب يتفوق يعالج المرضى بإخلاص، المهندس يتقن عمله يحضر صبّ السقف، لا يدع أخطاء يعدلها لا حقاً، كل واحد يجب أن يعرف كيف يحسب عمله، وكل واحد يعرف كيف يكون أب كامل وأن تكون الأم كاملة وهذا الطريق و والله لا يوجد طريق ثاني، إلا أن نبني أمة ونتقن أعمالنا، أريد أم مخلصة فوق أولادها ليست مسيبة لأولادها وهي في بيت الجيران، أريد زوج رحيم بزوجته وأولاده وليس زوج يأكل أشهى الطعام بأجمل المطاعم وفي بيته لا يوجد طعام !! يوجد خلل بأسرنا وبمعاملنا وبمجتمعاتنا وبمستوصفاتنا، يوجد مصطلح جديد تفكك، والمجتمع متفكك الآن، لا أب ولا أم ولا زوجة تهتم بزوجها ولا رب عمل يهتم بعماله، ولا عامل يخلص لصاحب المعمل، يخرب ولا إنسان يؤثر مصلحة المسلمين عل مصلحته، فعندنا خلل كبير هذا الخلل ظهر بهذا العدوان لا تلم الأعداء هذا شأنهم، أنت إذا وضعت لحم هبرة أمام القط هل تلومه ؟ هذا طبيعته، القط يأكل اللحمة هذا شأنه، لكن شأنك أن تضعها في حرز حريز.
 
فأول بند في هذا الدرس إن شاء الله نريد إسلام متسمر وليس إسلام نوبي، الشيء الثاني الذي بين يديك لا تذهب به، هو عملياً ما أحد يفعل شيئاً، لأن الذي مهتم به ليس بيده كأن تلغي عدوان ليس بيدك، لا أنت ولا أكبر منك، والذي مكلف به لم تؤديه بالنهاية لم تفعل شيئاً !!! بالنهاية قعود تام، وبأنك مهتم بشيء مستحيل وزاهد بشيء بيدك، أكبر تلبيس لإبليس هذا، الشيء الذي بإمكانك زاهد فيه، ليس بيدك طمعان فيه، بالنهاية لم يحدث شيء!! الشيء الذي بعده من لم تحدث المصيبة في نفسه موعظة فمصيبته في نفسه أكبر !المسلمون إذا هذه الأحداث الأليمة المذلة القاسية، الثروات نهبت إطفاء بئر يكلف مليار دولار على حسابنا ! أنا ما سمعت إنسان يأكل عقوبة على حسابه !! كل نفقات هذا الحرب من البترول العراقي على حسابنا، يأكل قتلة ويدفع أجرة ويجب أن يمدح ! شيء مفيد جداً كان لنا، هذا منتهى القهر، والله عز وجل قال:
﴿وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً (3)
(سورة الفتح)
﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ﴾
(سورة الحج)
يوجد سلبيات كثيرة جداً، الآن الشيء الذي أتمنى ن أقوله لكم في مناسبة هذا الخبر المؤلم خبر سقوط بغداد أن الإنسان إذا انحرف سلط الله عليه قوة لا يمكن أن تنزاح عنه لماذا ؟ لأن الله سلطها، بكل بساطة لا يوجد قوة أن تنزاح !!! إلا بحالة واحدة أن نرجع ونستقيم، نحن انحرفنا فجاءت هذه القوة، نستقيم تذهب، سئل تيمور لنك من أنت ؟ قال: غضب الرب !! الرب إذا غضب يأتي بتيمور لنك أو بإنسان كهؤلاء الذين نراهم في العالم الغربي.
 
إخواننا الكرام: لا يوجد موضوع يعلو على هذا الموضوع ولا موضوع يشد الناس كهذا الموضوع فأولاً كنت أقول لا بد من توبة نصوح ودعاء لحوح، واعمل عمل مهما ظننته صغيراً فهو عند الله كبير، مهما ظننته لا يقدم ولا يؤخر هو عند الله بالعكس.زارني أخ البارحة راجع نفسه يوجد بعمله بعض المخالفات فاستفتى بها بينت له الحكم الشرعي أنه حرام، فاستجاب وكف عنها، والله سررت وجدت حركة، راجع نفسه الأستاذ قال: أن نراجع أنفسنا ونضبط أمورنا ونلتزم بعملنا، يوجد بعض المخالفات بعمله جاء مستفتياً وذكر لي ماذا يفعل في عمله ؟ بينت له أنه حرام وهذا هو الدليل، فعقد العزم على ترك هذه المخالفة، ثم أخبرني بعد قليل وأقسم لي أنه لمجرد ترك هذه المخالفة فتح له باب رزق جديد، عامل الله بإخلاص، فإذا كل منا راجع عمله عنده إنسان مظلوم مخالفة شرعية بضاعة محرمة بنت من بناته ارتدائها للثياب لا يرضي الله عز وجل، يوجد حفلة مختلطة لا ترضي الله عز وجل يوجد دخل مشبوه أو إنفاق مشبوه أو سهرة مختلطة لا ترضي الله، عنده مواقف غير إسلامية أو تصديق لشيء خلاف القرآن الكريم، معجب بجهة كافرة، راجع نفسك، الآن وقت المحاسبة يا إخوان، وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا.
 
أخ كريم رجاني أن أعيد قصيدة ألفيتها في خطبة سابقة عنوانها متى تغضب الحقيقة هذه القصيدة في أثناء العدوان لم يكن من المناسب أن أعيدها هو الرجاء قديم، لكن بعد النتائج المؤلمة جداً التي حلت بأمتنا وجدت من المناسب أن أعيدها يقول صاحب هذه القصيدة:
أخي في الله أخبرني متى تغضب إذا  انتهكت محارمنا إذا نسفت معالمنا
ولـم تغضـب إذا قتـلت شهامتنا إذا  ديست كرامتنا إذا قامت قـيامتنـا
ولم تغضب فأخبرني متى تغضب إذا  نهبت مواردنا إذا نكبت مـعاهدنـا إذا هـدمـت مسـاجدنا وظـل  المسجد الأقصى وظلت قدسنا تـغصب ولم تغضب فأخبرني متى تغضب  عدوي أو عـدوك يـهتك الأعـراض يعبث في دم لعبه وأنـت تراقب  الملـعـب إذا لـله للحـرمات للإسلام لم تغضب فأخبرني متى تغضب  رأيت هناك أهوالا رأيت الـدم شـلالا
عجائز شيّعت للمـوت أطـفالا  رأيـت الـقـهـر ألـوانا وأشـكـالا ولم تغضب فأخبرني متى تغضب  وتجلس كالدمى الخرسـاء بطنـك يملأ المكتب تبـيت تقـدس الأرقـام  كـالأصـنام فـوق ملفـها تــنكـب رأيـت المـوت فـوق رؤوسنا  يـنصـب ولـو تغـضب فـصارحنـي
11 
بـلا خـجـل لأي أمـة تنـسـب
***
يعبث في دم لعبه وأنـت تراقب  الملـعـب إذا لـله للحـرمات للإسلام
***
(شرح البيت) يليق بأمة تنزف جراحها أن يتسلى شبابها بالكرة هل يليق؟
 
الآن يوجد شيء يطرح على الساحة اسمه فقد الهوية، أنت من ؟ إنسان حضاري ؟ أنت متخلف عن حاضرة العصر ‍‍!! إنسان جاهلي يعتز بالجاهلية متخلف عن أخلاق الجاهليين، كان يوجد مروءة كان عنتر يقول أغض طرفي إن بدت لي جارتي، أنت إسلامي متخلف عن إسلامك، أنت من ؟
فـصارحنـي بـلا خـجـل لأي أمـة تنـسـب  إذا لم يحيي فيك الثأر ما نلق فلا تتعب
فلست لنـا ولا منا ولست لعـالم الإنسان  منسوبا فعش أرنب و مت أرنب ألـم يحــزنك مـا تـلقاـه أمتـنا مـن الـذل  ألم يخجلك ما تجنيه مـن مستنقع الحل ومـا تـلـقاه فـي دوامـة الإرهـاب والقـتل  ألم يغضبك هذا الواقع المعجون بالهول
وتغضب عنـد نقـص المـلـح فــي الأكـل  ألم يهززك منظر طفلة ملأت مواشع
جـسمها الحـفر ولا أبـكاك ذاك الطفل في هلع  بظهر أبيه يستتر فما رحموا استغاثته
ولا اكترثوا ولا شعروا فـخرّ لـوجهـه مـيتاً  وخرّ أبوه يحتضر متى يستل هذا
الجبن مـن جـنـبيـك والخـور مـتى  التـوحيـد في جنبيك ينتصر متى بركانك
الغضبي لـلإســلام ينـفـجر فـلا يـبـقي  ولايـذر أتبقي دائماً من أجل لقمة عيشك
المغموس بـالإذلال تعتـذر مـتى مـن هـذه  الأحداث تعتبروا وقالوا الحرب كارثة
تريد الحـرب إعداد وأسلـحة وقـوادا وأجنادا  فتلك الحرب أنتم تحسبون الحرب أحجاراً وأولاداً
***
نابوا عنا أطفال الحجارة ضربوا الحجارة وانتهى الأمر هذه الحرب، الحرب أسلحة فتاكة.
 
والله رأيت صورة في الأخبار عند أحد أصدقائي بغداد كلها على شاشة رادار الطيار يوجد هدف كبره ثم كثر حتى البيت بمسبحه ملون على شاشة الطيار وضع إشارة فوق البيت وضغط زر تدمر البيت، تقنية العقل لا يصدقها ! كل جندي معه هاتف موصول بالأقمار الصناعية يقول ماذا يفعل ماذا يشاهد ماذا يواجه.
تريد الحـرب إعداد وأسلـحة وقـوادا وأجنادا  فتلك الحرب أنتم تحسبون الحرب
أحجاراً وأولاداًً نقول لهم وما أعددتم للحرب  من زمن ألحان وطبال وعوادا
***
أطفال يضربون بالحجارة وقليلاً من الأناشيد والأغاني.
بـيانات مكررة بلا معنى أن الخمسة والخمسين لاتكفي  لنصبر بعدها قرنا أخي فـي اللـه تكفي هذه القرب
رأيت براءة الأطفال كيـف يهـزها الغـضب  وربـات الخـدور رأيتـها بالدم تختضب
رأيت سواري كالأطفال تنــتحب  وتـهتـك حـولـك الأعـراض في صرف وتجلس ترتقب
ويزحف نحـوك الـطاعون والجـرب  أمـا يكـفيكبـل يـخزيك هذا اللهو واللعب وقالوا كلـنا عـرب سلام أيـها العـرب  شعارات مفرغة فأين دعاتها ذهبوا وأين سيوفها الخشـب
شـعارات قـد ابتـجلوا بـهـادهراً أما تعبوا وكـم  رقصت حناجرهم وما أغـنـت حنـاجـرهـم ولا الـخطــب
فـلا تـأبه بما خطبوا ولا تأبه بما شجنوا
***
هذا وصف مؤلم جداً لواقع الأمة وصف معبر ودقيق وشفاف لما هي عليه الأمة، فأرجو الله أن نصحو ونتعاون ونضع خلافاتنا تحت أقدامنا أرجو الله أن يفكر المسلم بأخيه المسلم وأرجو أن نهب ما وخبنا الله إياه في سبيل أمتنا وفي سبيل هذا الدين العظيم، أرجو الله أن نغار على هذا الدين، ألم يقل نور الدين الشهيد حينما واجه التتار يقال ماغول العصر كيف التتار بالضبط والمغول هذه الغزوات الجائحات التي اجتاحت أكثر بلاد الأرض نحن أمام جائحة جديدة الأطماع كبيرة جداً، صدقوني العراق بداية وعندهم تهم جاهزة لكل بلد، فنحن أمام خطر كبير هذا الخطر لا يتحمل خلافات ومظاهر ومنافسة وتقصير مع الله عز وجل ولا معاصي باطنة ولا بيوت مفككة ولا عمل غير متقن ولا هروب من المسؤولية ما نحن فيه يحتاج لوقفة واحدة، فلذلك توبة نصوح ودعاء لحوح وعمل تقوي به أمتك وتخفف عن المسلمين العبء.
 
موظف التقيت معه تأتيه بضاعة بالميناء بالكنتيرات أعتقد أول سبعة أيام بدون مقابل بعدها كل يوم يوجد مبلغ كبير جداً يصل لمائتين أو ثلاثمائة ألف تأخير خمس ست أيام نظام التخليص يوجد رسم يجب أن يدفع فوراً حتى يستفيد صاحب البضاعة من السبعة أيام المجانية، أما إذا لم يندفع تبدأ الفترة الأولى مأجورة، صاحب البضاعة البعيد لم يتبلغ يأتي هذا الموظف ويدفع منه ألف ليرة الرسم هذا هو يكون وفر عليه مائتين أو ثلاثمائة ألف ويعطيه فوراً دون تأخير، لكن هذا من غيرته للمسلمين عوضاً أن ندفع للشركات الأجنبية أربعمائة ألف خمسمائة ألف من مال الأمة إذا كان دفع ألف وقال هذا الوصل تفضل وأنا أقسم بالله أثق به لا يأخذ قرشاَ زائداً لكن ماذا فعل ؟ وفر على مسلم أو إنسان يقيم في هذا البلد الطيب أربعمائة أو خمسمائة ألف ليرة تأخير تفريغ حاويات هذا المسلم، سد ثغرة ممكن بكل دائرة وبكل مكان أن تخدم الناس وتعينهم وتخفف عنهم وتعيين على قضاء حوائجهم أنت مجاهد كأن تلبي مريض وتعاون أخ أنت مجاهد هذا الجهاد واسع جداً لا تفهمه قتال أو كريزة موجة متنا ورجعنا، متنا ولم نعد ! افهمه أعمق من هكذا، افهم أنها أمة يجب أن تقويها، أنا لا أملك إلا هذه الموضوعات وإن شاء الله الأمور تهدأ لاحقاً نعود لدروس الدين، لكن هذه الموضوعات مهمة جداً، ماذا ينبغي أن نفعل ؟
 
عندما كنا صغار لم يكن هناك غاز بل ببور بريموس يشحّر نأخذه للسمكري يضعه على ببور ضرب ليصبح الرأس مثل الجمر ثم ينفضه، نحن يلزمنا نفض، طبعاً المشهد أذكره تماماً يوضع على ببور ضرب ليصبح مثل الجمر ثم يضعه على منفاخ وينفخ يقول نفضنا الرأس، يبدوا يجب أن ينتفض هذا الرأس قليلاً.......

والحمد لله رب العالمين



السابق التالي الرئيسية