الحمد لله رب العالمين، والصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الإخوة الكرام، ورد في القرآن الكريم بضع آياتٍ تتحدث عن الشفاء، فالقرآن الكريم شفاءٌ للنفس والعسل شفاءٌ للأبدان، كيف يكون القرآن الكريم شفاءً للنفس؟ من الآيات التي تشفي النفس وتريحه قوله الله عز وجل:
﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾
[ سورة الرعد الآية: 11 ]
الإنسان ضعيف، قال تعالى:
﴿ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً ﴾
[ سورة النساء ]
هناك أربع صفات ضعف في خلق الإنسان، خلق ضعيفاً، وخلق عجولاً، وخلق جزوعاً، وخلق منوعاً، ضعيف، وعجول، وجزوع، ومنوع، هذه نقاط الضعف في كيان إنسان لمصلحته، لأنه مكلفٌ أن يعرف الله، لأنه يسعد بالاتصال بالله، جعله ضعيفاً، لو جعله قوياً لاستغنى بقوته، فشقيَّ باستغنائه، جعله ضعيفاً ليفتقر في ضعفه، فيسعد بافتقاره، خلقه للآخرة وركب فيه أنه عجول، فلو خلقه مهولاً، لاختار الآخرة دون أن يرقى بهذا الاختيار، أما هو طبيعته عجول، فلو آثر ما يبقى على ما يفنى ارتقى، خلقه منوع، لأنه إذا أنفق وهو منوع ارتقى، لو أنفق وهو سموح لا يرتقي، منوع، وخلقه جزوعاً، شديد الخوف، فكلما نابه أمرٌ التجأ إلى الله عز وجل فمنوعٌ، وجزوعٌ، وعجولٌ، وضعيف، هذه صفاتٌ خلقيةٌ لصالح إيمانه.
أما الشيء الآخر: لأنه مخير، لأن الإنسان مخير، كل خصائصه حيادية الاتجاه كل خصائصه، فالإنسان يغار، الغيرة إن توجهت إلى أعمال الآخرة كانت غبطةً، وإن توجهت إلى الدنيا كانت حسداً، فالغيرة ليست قيمة إيجابية، ولا سلبية، حيادية، إما أن تستغل في الآخرة فتكون غبطةً، ويرقى بها الإنسان، وإما أن تكون في الدنيا، فتكون حسداً، ويسقط بها الإنسان.
أيها الإخوة، الآن الإنسان ضيف، في عليه قوة كبيرة، مخيفة، منها الأمراض المرض سيفٌ مسلطٌ عليك، منها الأقوياء، في إنسان ضعيف، وفي إنسان قوي، كيف يستطيع أن يتلاشى هذه القوة المخيفة التي فوقه؟ الجواب:
أيها الإخوة، الآن الإنسان ضيف، في عليه قوة كبيرة، مخيفة، منها الأمراض المرض سيفٌ مسلطٌ عليك، منها الأقوياء، في إنسان ضعيف، وفي إنسان قوي، كيف يستطيع أن يتلاشى هذه القوة المخيفة التي فوقه؟ الجواب:
﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾
في دائرة تملكها، ودائرة لا تملكها، في مجال أنت سيده، وفي مجال لست سيده في مجال أنت فيه ضعيف، وفي مجال أنت فيه قوي، فإذا أقمت أمر الله فيما متاحٌ أمامك، فيما أنت مالكه، كفاك الله عز وجل ما لست مالكه.
هذه الآية شفاء، يعني أنا عليَّ أن أطيع الله، أن أقيم الإسلام فيما بيني وبين ربي أن أقيمه في بيتي، أن أقيمه في عملي، فإذا فعلت هذا، كفاني الله أمر ما لا أستطيع أن أقف أمامه:
هذه الآية شفاء، يعني أنا عليَّ أن أطيع الله، أن أقيم الإسلام فيما بيني وبين ربي أن أقيمه في بيتي، أن أقيمه في عملي، فإذا فعلت هذا، كفاني الله أمر ما لا أستطيع أن أقف أمامه:
﴿ مَا بِقَوْمٍ ﴾
. أنت بكرة، وهذه الكرة ضمن كرة كبيرة، وفي هذه الكرة الكبيرة قوى مخيفة وأنت في الداخل، أما هذه الكرة الصغيرة أنت مالكها، وأنت محكمٌ فيما فيها فإذا أقمت فيها أمر الله عز وجل، كفاك هذه الكرة الكبيرة التي لا تملكها.
يعني بشكل مختصر إذا كنت بخير، ولم تغير، لا يغير، وإن كنت لا سمح الله في شر لا يغير حتى تغير، هذه قاعدة، لو أن المسلمين عقلوها، وفهموها لكانوا في حال غير هذا الحال:
يعني بشكل مختصر إذا كنت بخير، ولم تغير، لا يغير، وإن كنت لا سمح الله في شر لا يغير حتى تغير، هذه قاعدة، لو أن المسلمين عقلوها، وفهموها لكانوا في حال غير هذا الحال:
﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾
أحياناً الأمر ليس بيد الإنسان بيد من هو أقوى منه، أحياناً لا يملك رزقه هناك من يتوهم أن يملك رزقه، غيّر ليغير الله ما بك، فإن لم تغير الله لا يغير، هذه قاعدة من قواعد العقيدة، إذا كنت في خير لا تغير فلا يغير إن كنت في غير هذا الحال غير حتى يغير:
﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾
﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾
[ سورة الشورى ]
الإنسان أحياناً وهو في الطريق إلى الله يصاب بالفتور، هذا الفتور علاجه أن تذكر أيام الله، ما في واحد إلا ولله عز وجل معه أيادي بيضاء، في موقف صعب نجاه الله منه، في ورطة أنقذك الله منها، في ضائقة سلمك الله منها، في شبح مصيبة نجاك الله منها، فكلما وقعت في إشكال، وفي أزمة، وفي ضائقة ونجاك الله منها، هذا يومٌ من أيام الله، اذكره، لهذا يقال:
كن عن همومك معرضاً وكلِّ الأمور إلى القضاء وأبشر بخيرٍ عاجلٍ تنسى به ما قد مضـــــى فلرب أمــرٍ مسخطٍ لك في عواقبه رضــــا
* * * ولربما ضاق الـمضيق ولربما اتسع الفضـــاء
الله يفعل مـــا يشاء فلا تكن معترضـــــاً الله عودّك الـــجميل فقس على ما قد مضــى
* * *
* * * ولربما ضاق الـمضيق ولربما اتسع الفضـــاء
الله يفعل مـــا يشاء فلا تكن معترضـــــاً الله عودّك الـــجميل فقس على ما قد مضــى
* * *
هذا معنى قوله تعالى:
﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ ﴾
[ سورة إبراهيم الآية: 5 ]
لذلك اليأس من لوازم الكفر، والأمل من لوازم الإيمان، في أمل كما قلت قبل قليل في أمل الأمل حيادي، إن جعلت الأمل عند الله، فهذا الأمل الإيجابي، أما إن جعلت الأمل في الدنيا، فهذا هو الأمل السلبي:
﴿ ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ ﴾
[ سورة الحجر الآية: 3 ]
هذا الأمل السلبي، أما إذا وضع الإنسان آماله في أعتاب الله عز وجل، هذا هو الأمل الإيجابي.الآن في نقطة دقيقة جداً: هو أن الكلمة الطيبة، النبي قال:
(( الكلمة الطيبة صدقة ))
[ أخرجه مسلم وابن خزيمة، عن: أبو هريرة ]
الكلمة الطيبة شُبهت في القرآن الكريم:
﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ﴾
[ سورة إبراهيم ]
الشجرة الطيبة، خذ حبة تين، كم بذرة فيها؟ لعل فيها عشرة آلاف بذرة، كل بذرة يمكن أن تكون شجرة، كل شجرة كم حبة تين تحمل؟ لو فرضنا عشرة آلاف حبة تين، كل ثمرة فيها عشرة آلاف بذرة، لو أجرينا عملية حسابية من بذرةٍ واحدة كانت شجرة، ومن شجرة كان هناك آلاف الثمار، وكل ثمرة فيها آلاف البذور، وكل بذرة فيها آلاف الأشجار، هذه الكلمة الطيبة تنتشر انتشاراً في الأرض انتشاراً كبيراً، ومثل:
﴿ كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ﴾
معنى:
﴿ أَصْلُهَا ثَابِتٌ ﴾
يعني لها أسس، الله عز وجل قال:
﴿ لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ ﴾
[ سورة الرعد الآية: 14 ]
﴿ الْحَقِّ ﴾
الشيء الثابت، الدين الإسلامي مبني على حقائق، مبني على واقع مبني على منطق، مبني على عقل، مبني على نقل، يعني الإنسان إذا عرف الله عز وجل من خلال هذا الدين العظيم، يصبح مع الكون في انسجام، لأن النقل كلامه، والعقل مقياس أودعه فينا، والفطرة جبلة فطرنا علينا، والواقع خلقه، فإذا أمنت بالله عز وجل، كنت مع انسجامٍ مع كل ما في الكون:
﴿ أَصْلُهَا ثَابِتٌ ﴾
يعني ما في مفاجأة سلبية إطلاقاً، أن العلم يكتشف شيء يتناقض مع الدين، مستحيل، لأن هذا الدين دين الله، لن تزيد الأيام المسلم إلا رسوخاً بإيمانه لن يكون هناك حدثٌ يناقض القرآن الكريم، القرآن كلام الله عز وجل، فلذلك:
﴿ أَصْلُهَا ثَابِتٌ ﴾
أما في مبادئ أخرى أصلها غير ثابت، بعد سبعين عام ظهرت أنها باطل، وأنه لا أساس لها وأنها تهاوت كبيت العنكبوت، فهذه:
﴿ أَصْلُهَا ثَابِتٌ ﴾
نعمة كبيرة جداً، ما في عندك مفاجأة إطلاقاً،
﴿ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ﴾
يعني هي تسمو بالإنسان ترقى به، في مبادئ تفسده، تجعله حيواناً، وفي مبادئ دينية راقية، تجعله في السماء،
﴿ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ﴾
﴿ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ* وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ ﴾
[ سورة إبراهيم الآية: -25-26 ]
أما هنا المشكلة، الكلمة الخبيثة أيضاً:
﴿ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ ﴾
[ سورة إبراهيم الآية:26 ]
تنتشر، الأفكار الهدامة إذا لها علاقة بالشهوات، لها علاقة بالمصالح، تنتشر أيضاً كما تنتشر الكلمة الطيبة:
﴿ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ﴾
[ سورة إبراهيم الآية: 26 ]
لكن ليس لها أصل، ما لها جذور، لا تستند إلى منطق، ولا إلى عقل، ولا إلى نقل ولا إلى واقع، ولا إلى فطرة، ولا إلى خير.
﴿ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ ﴾
[ سورة إبراهيم ]
تهتز سريعاً، لذلك الله عز وجل قال:
﴿ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً ﴾
[ سورة الإسراء ]
وزهوق صيغة مبالغة، يعني مهما كان الباطل كبيراً هو زهوق، مهما تعدد الباطل هو زاهق:
﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ﴾
[ سورة إبراهيم ]
. يعني أكبر دعم للمؤمن هذا الكتاب، يقرأه شاب:
﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾
[ سورة النحل الآية: 97 ]
ما الذي يثبت الشاب على طاعة الله؟ أن الله وعده بحياةٍ طيبة، ما الذي يعين المؤمن على تحمل الشدائد؟ أن الله وعده بالجنة، ما الذي يقوي المؤمن أمام عدوه؟ أن الله وعده بالنصر ما الذي يجعل الإنسان مطمئناً؟ أن الله وعده بالرزق، القرآن الكريم يثبت المؤمن
﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ﴾
﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ ﴾
[ سورة إبراهيم الآية: 46 ]
يعني الله جل جلاله لا تخفى عليه خافية، والإنسان إذا علم أن الله يعلم، حينما يعلم أن الله يعلم يستقيم على أمر الله، والله عز وجل كما كان درس الجمعة:
﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً ﴾
[ سورة الطلاق ]
لمجرد أن تعلم بأن الله يعلم تستقيم على أمر الله:
﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ ﴾
كل حركاتهم، وسكناتهم بعلم الله، قال:
﴿ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ﴾
[ سورة إبراهيم ]
يعني الباطل أحياناً يمكر مكراً:
﴿ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ﴾
ولأن هذا الدين دين الله هو شامخٌ كالجبل، راسخٌ كالصخر:
﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ﴾
[ سورة إبراهيم ]
والإنسان بحالات الضعف، ساعات البلاء، ساعات الامتحان، يقول الله عز وجل:
﴿ فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ ﴾
[ سورة إبراهيم الآية: 47 ]
لمن إنسان يمتحن، يمتحن بتأخير النصر:
﴿ حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ ﴾
[ سورة يوسف الآية: 110 ]
يمتحن بتأخير النصر، فالإنسان هنا يظهر إيمانه:
﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ ﴾
[ سورة الحج الآية: 11 ]
في إنسان بالأعماق، في إنسان،
﴿ عَلَى حَرْفٍ ﴾
فهذا الذي:
﴿ عَلَى حَرْفٍ ﴾
قد تفتنه الدنيا، أي ضغط يفتنه، أي إغراء يفتنه، فالمؤمن ينبغ أن يكون في الأعماق، لا يتأثر بالحوادث التي يسوقها الله له، من أجل أن يكشف حقيقته، الله يعرفها، لكن الله يريد أن يميز بين المؤمنين:
﴿ فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ* يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴾
[ سورة إبراهيم ]
﴿ لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾
[ سورة إبراهيم ]
أيها الإخوة:
﴿ لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ ﴾
[ سورة الحجر الآية:88 ]
ماذا نفهم من هذه الآية؟
﴿ لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ ﴾
يعني كأن النبي عليه الصلاة والسلام، هل يعقل أن تمتد عينه إلى ما في أيدي الناس؟ في دليل قطعي في الآية:
﴿ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ ﴾
[ سورة الحجر الآية:88]
يعني إذا مد النبي عينه إلى هداية هؤلاء الذين غرقوا في الدنيا، هو يحزن عليهم لا يتمنى ما عندهم، كلمة:
﴿ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ ﴾
تبين أن النبي عليه الصلاة والسلام يطمع بهداية كل الناس، حتى أهل الدنيا، لأن دعوته عامة، لكن الله عز وجل يبين له أن هؤلاء الذين غرقوا في الدنيا لا جدوى منهم، لا تلتفت إليهم، لا تطمع في هدايتهم، إن قلوبهممغلقة، لأن على قلبهم غشاوة، وعلى أبصارهم، وعلى سمعهم غشاوة:
﴿ لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾
[ سورة الحجر ]
في آية:
﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾
[ سورة الشعراء ]
وآية ثانية:
﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾
الفرق بين الآيتين، الإنسان ينتمي إلى مجموع المؤمنين، فينبغي أن يخفض جناحه لمن اتبعه، أو لأي مؤمنٍ على وجه الـأرض، آية
﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾
والآية الثانية:
﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾
والحمد لله رب العالمين